أخبار عاجلة

محنة أم منحة.. كابتن كرة قدم بـ"ساق واحدة" يحترف في قيصرية ميلجازي التركي

محنة أم منحة.. كابتن كرة قدم بـ"ساق واحدة" يحترف في قيصرية ميلجازي التركي
محنة أم منحة.. كابتن كرة قدم بـ"ساق واحدة" يحترف في قيصرية ميلجازي التركي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"أحمد مش هنا ده في التمرين".. كانت تلك الجملة هي البلسم الشافي لأسرته بعد عودته للكرة 
شاب ملهم لم يكمل ربيعه الثلاثين ، ولكنه قدوة ومثال للعزيمة والإصرار للكثير من شباب قريته وزملائه، استطاع أن يحول المحنة إلى منحة، ويخلق الأمل من رحم المعاناة، ويسلك دروبًا من النور والأمل والحياة وسط ظلمات اليأس وتقلبات الظروف، هنا في قرية "الحصافة" بمحافظة القليوبية نشأ الكابتن "أحمد محمد" ذلك الشاب الموهوب عريض المنكبين مفتول العضلات، نمى بداخله عشق كرة القدم وكانت له المتنفس وصار يجوب النوادي المحلية والملاعب الخماسية لممارسة رياضته المفضلة منذ عمر الرابعة عشر، ورغم البدء متأخرًا نوعًا ما مقارنة بالناشئين الذين فتحوا أعينهم في مدارس الكرة، إلا أنه بفضل مهاراته الفنية الفريدة استطاع أن يخطف أنظار المدربين قبل الجمهور وكان ملهمه في ذلك الوقت عزيمة وإرادة منتخب مصر لكرة القدم آنذاك، مما زاده تمسكًا بحلمه، واستطاع أن ينضم لنادي شبين القناطر ونادي الساحل ومن هنا كانت الانطلاقة الأولى فانضم إلى نادي اتحاد الشرطة وخاض دوري الجمهورية في مرحلة الناشئين، وتم ترشيحه من مدربين ومدراء كرة للانضمام لفرق أكبر حتى بدأ المستقبل يفتح له ذراعاته، ولكن مشيئة القدر فوق كل اعتبار، فعندما كان يمشي بخطوات سديدة نحو تحقيق حلمه المنشود، فاجأه القدر بحادث قطار في شبين القناطر عندما كان في طريقه إلى التمرين في النادي أدى إلى بتر ساقه، وهنا انقلبت الموازين وانحسرت الأحلام في فراش المستشفى وتبخرت الأماني بين الأدوية ومتابعات الأطباء، ولكن بفضل إرادته القوية وسيرته الطيبة التي جعلت الجميع يتكاتف معه ويمدونه بالقوة والصبر والإلهام وبتأييد من أسرته المؤمنة بقضاء الله فقد استطاع أن يتتبع أحلامًا جديدة ليصبح ثاني لاعب مصري لكرة قدم الساق الواحدة محترفًا في نوادي تركيا.
يقول الكابتن "أحمد محمد" 28 عامًا، أنه بعد الحادث ترك مجال كرة القدم وعمل بالتجارة عدة سنوات، حتى رأى بالصدفة صور وفيديوهات على الانترنت لفريق كرة القدم للساق الواحدة بمصر وتواصل معهم، وبفضل بنيانه الجسدي القوي ومهاراته الفنية انضم إليهم سريعًا، والتحق بفريق نادي بيراميدز وشارك في بطولات مع منتخب مصر ثم التحق بنادي قيصرية ميلجازي التركي

وأضاف أن الانطلاقة  والمفاجأة بدأت منذ تشكيل لجنة منبثقة من وزارة الشباب والرياضة قامت بتشكيل الهيكل الأساسي لمنتخب مصر ثم تم تشكيل نحو 6 أندية بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي وخطوة من خطوات عديدة اتخذها لمساعدة ذوي الهمم منذ توليه الرئاسة، وتابع حديثه أن المنتخب شارك في بطولتي أمم أفريقيا للساق الواحدة مرتين في غانا وتنزانيا وحققوا الميدالية البرونزية في الكان الأخير.
عن تفاصيل اللعبة، يقول بدأت في مصر بطريقة الهرم المقلوب أي أنه تم تكوين المنتخب قبل تكوين الفرق، حيث كان من المفترض أن يتم تأسيس نحو 6 أندية كشرط أساسي لتكوين دوري وتكوين اتحاد خاص باللعبة، لكن في ذلك الوقت قرر المسئولون مشاركة منتخب مصر  في كان غانا وكان تنزانيا دون تأسيس دوري، حيث تم تجميع مجموعة من نجوم الأندية وتم المشاركة في الكان وإحراز الميدالية البرونزية في كان تنزانيا لصالح المنتخب المصري، وهناك أربع نوادي مصرية بها فرق لـ "الساق الواحدة" المقاولون العرب، الزمالك، بيراميدز، وزد.
يعود تاريخ  تأسيس اللعبة عام 1963 في الولايات المتحدة عقب إصابة اللاعبين الألمان في الحرب العالمية، فكانت هناك حاجة ملحة لمساعدة مصابي الحرب للخروج من الحالة النفسية التي يعيشونها وممارسة حياتهم الطبيعية وانتشرت الفكرة بعد ذلك في دول العالم ويعد الدوري التركي من أقوى الدوريات من حيث المنافسة على الألقاب العالمية ففد تم تأسيس الدوري التركي عام 2005 وأصبحت منتشرة في كل دول العالم، ويتكون الفريق من 6 لاعبين بالإضافة لحارس المرمى الذي من إحدي شروط اختياره أن يكون ذو ذارع واحد، ويتم استخدام عكازين للتنقل والحركة داخل الملعب ويمنع استخدامهم في منع الكرة أو تحويل مسارها وفي حال حدوث ذلك يحتسب ركلة حرة للفريق الآخر. 
يقول والد "كابتن محمد" أنه نجلهم الوحيد أخفى عنهم أنه عاد للعب كرة القدم خوفًا من التعثر قائلًا "خاف يفرحنا ويعشمنا ع الفاضي"، مضيفًا أنه كان سيسعد كثيرًا إذا صارحه نجله، لأن عودته للملعب كانت بمثابة عودة الروح إليهم من جديد، وأنه نسى حزنه الذي استمر لسنوات بمجرد معرفته أن ولده قد عاد للتمرين وممارسة لعبته المفضلة التي تؤثر بالإيجاب عليه في كل النواحي

وتابع قائلًا أن نجله هو من أمدهم بالصبر والقوة والعزيمة على تجاوز المنحة، وأنه ذو شخصية عنيدة مثابرة يسعى بكل جهده لملاحقة أحلامه، ولكن كرة قدم الساق الواحدة آنذاك كانت ليس لها فرق أو اتحاد في مصر وإنما كانت معتمدة على مجموعة من الهواة الذين يمارسون هوايتهم المفضلة بكل عزيمة وإصرار، حتى بدأ الأمر في التطور وتم إنشاء نادي بيرميدز لكرة القدم والتحق به الكابتن أحمد وحقق معهم بطولة الدوري الممتاز، ثم بدأت رحلته إلى عالم الاحتراف والتحق بنادي قيصرية ميلجازي التركي، ليعد ثاني لاعب مصري محترف في نفس النادي، مؤكدًا أنه يعشق منتخب مصر ولا يفكر للحظات عندما يتم استدعاؤه في صفوف المنتخب، آملًا أن يحقق معهم كان 2024. 
وتقول والدته، أن ظروف غربة  نجلها الوحيد  تؤثرعليها بالطبع، ولكنها تتناسى ذلك عندما تراه سعيدًا بتحقيق أحلامه والسعي بخطى ثابتة في الوصول لأهدافه التي لازمته منذ نعومة أظافره واستحوذت على عقله وقلبه، حتى أصبحت كرة القدم هي العشق الذي لن ينساه مهما اختلفت الظروف

واكدت أن جملة "أحمد مش هنا ده في التمرين" كانت هي العلاج والبلسم الشافي لها ولبقية أسرتها لسنوات طويلة، وأنه ظل يكافح ويثابر مع صعوبة التنقل إلى التمرين في نادي بيراميدز، لكنه أبدى التزامًا وشغفًا مبهرًا لجميع من حوله واستطاع أن يحقق حلمه من جديد ويصبح قصة ملهمة للكبير قبل الصغير.

456
456
459
459
458
458

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حماس: اقتحام إسرائيل رفح لن يكون نزهة
التالى عمر كمال عبد الواحد "رجل" مباراة الأهلي والاتحاد السكندري